فضاء حر

هدنة لإخلاء المسئولية لا أكثر

يمنات
كان العمل على الوصول لهدنة يتم بأسلوب غير سوي، فقد كان حديث مندوب الأمم المتحدة و طرف الرياض هو الوصول لهدنة مقابل الانسحاب من المدن، و بالطبع هذا المنطق معناه أنهم لم يكونوا يريدون الهدنة ابتداءا، فالمنطق السوي كان يجب أن يكون هدنة دون أي شروط و يتم التفاوض على الانسحاب من المدن و غيره من نقاط الخلاف، لكن فجأة و في ظرف ساعات يتحول الموقف الأممي و يتم الإعلان عن التوصل لهدنة غير مشروطة في اليمن!!
كان التحول في هذا الموقف و إعلان الهدنة غير المشروطة على اثر تصريحات للامين العام للأمم المتحدة أن الوضع في اليمن وضع كارثي و قد وصل إلى المرحلة القصوى من المعاناة الإنسانية.
هذه الملابسات تعطينا انطباعا بأنه لم يكن هناك نية للهدنة وما تم إعلانه كان الهدف منه رفع الحرج عن كاهل الأمم المتحدة أو لنقل رفع المسئولية التي ستتحملها نتيجة منطقها غير السوي في العمل على هدنة بشرط الانسحاب من المدن، ما يجعل أسلوب عملها هذا احد معوقات الوصول لهدنة إنسانية في اليمن الذي وصل به الحال إلى كارثة حقيقية، فأرادت الأمم المتحدة بقرار أمينها العام أن تخلي مسئوليتها لا اقل ولا أكثر معلنة عن هدنة غير مشروطة ألقت بها إلى الوسط دونما أي ترتيب لها ودون أن تضع لها آلية تنفيذية على الإطلاق، و هدنتها هذه كانت في حكم الميتة سلفا.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى